أوجين بوتييه


نشر لأول مرة: في البرافدا، العدد 2، 3 يناير 1913.
المصدر: الأعمال الكامل للينين (بالانجليزية)، دار التقدم، موسكو، المجلد 36، 1966، ص ص 223-224
ترجمة ونسخ: وجدي حمدي (مايو 2005)


في شهر نوفمبر من السنة الماضية – 1912 – كانت قد مضت 25 سنة على وفاة شاعر العمال الفرنسي، أوجين بوتييه Eugene Pottier، مؤلف النشيد البروليتاري الشهير، الانترناسيونال ("هبوا ضحايا الاضطهاد ضحايا جوع الاضطرار "، الخ.)

لقد تم ترجمة ذلك النشيد إلى كل لغات أوروبا وإلى لغات أخرى. ففي أي دولة يجد العامل الواعي-طبقا نفسه وأينما ألقاه القدر، ومهما أحس نفسه غريبا، بدون لغة، بدون أصدقاء، بعيدا عن موطنه – سيتمكن من أيجاد رفاق وأصدقاء له باللازمة (refrain) المألوفة للانترنالسيونال. لقد شكل العمال في كل مكان نشيد مقاتلهم القيادي – الشاعر البروليتاري – وجعلوا منه نشيد البروليتاريا العالمي.

وهكذا يكرم العمال في كل مكان الآن ذكرى أوجين بوتييه. لا تزال زوجته وابنته على قيد الحياة وهما تعيشان في فقر كما عاش مؤلف الانترناسيونال كامل حياته. لقد ولد في باريس في الرابع من أوكتوبر من سنة 1816. كان عمره 14 عندما ألف أول أناشيده وكان يحمل عنوان فلتحيا الحرية ! في سنة 1848 كان قد أصبح مقاتلا بين المتاريس في معركة العمال الكبرى ضد البرجوازية.

ولد بوتييه وسط عائلة فقيرة وظل كامل حياته فقيرا، بروليتاريا، يكسب قوته من عمله كحمّال، وفيما بعد كخطاط لموديلات الأقمشة.

تجاوب منذ سنة 1840 مع كل الأحداث العظيمة في التي شهدتها فرنسا عبر الأغاني النضالية بإيقاظه لوعي المترددين، داعيا العمال للتوحد، وكان ذلك درسا قاسيا للبرجوازية وللحكومة الفرنسية البورجوازية.

في أيام كمونة باريس العظيمة (1871) تم انتخاب بوتييه عضوا. ومن الـ3,600 صوت حصل على 3,352. وقد شارك في كل نشاطات الكمونة، أول حكومة بروليتارية.

لكن سقوط الكمونة أجبر بوتييه على الفرار لانجلترا، ثم لأمريكا. وقد كتب نشيده الشهير، الانترناسيونال، في شهر يوليو 1871 – يمكن أن نقول في اليوم الموالي للهزيمة الدموية في شهر مايو.

تم سحق الكمونة، لكن انترناسيونال بوتييه نشرت أفكارها في كامل أرجاء العالم، وهي الآن حية أكثر من أي وقت مضى.

سنة 1876، في منفاه، كتب بوتييه قصيدة، من عمال أمريكا إلى عمال فرنسا. وفيها وصف حياة العمال تحت نير الرأسمالية، فقرهم، كدحهم القاصم للظهر، استغلالهم، وثقتهم الثابتة في النصر القادم لقضيتهم.

وفقط بعد 9 سنوات من الكمونة عاد بوتييه إلى فرنسا أين انظم من فوره لحزب العمال. تم نشر المجلد الأول لقصائده سنة 1884 وصدر المجلد الثاني، بعنوان الأناشيد الثورية، سنة 1887.

تم نشر عدد آخر من أناشدي شاعر العمال بعد موته.

في 8 نوفمبر 1887 حمل عمال باريس جثمان أوجين بوتييه إلى مقبرة Pere Lachaise أين يُدفن الذين يتم إعدامهم من الكوميونيين. وقد هاجم البوليس بكل وحشية الجموع في محاولة لانتزاع الأعلام الحمراء. وقد شارك جمع غفير في الجنازة المدنية. في كل جنب كان هناك هتافات "فليعش بوتييه !". لقد توفي بوتييه وهو فقير الحال لكنه ترك ذكرى هي حقا أكثر خلودا من الأعمال المكتوبة للإنسان. لقد كان واحدا من أكبر الدعائيين عبر الأناشيد. وعندما كان يؤلف نشيده الأول كان عدد العمال الاشتراكيين يقدر بالعشرات على الأكثر. لكن نشيد بوتييه التاريخي الآن معروف عند عشرات الملايين من البروليتاريين.